Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

قصيدة رثاية في الحاج

إليك دخلتُ اليومَ في كلِّ مَفصلٍ أُقلبُ سيهاتَ الوفاءِ مُعدِدا

فما طَرَفَتْ عينايَ إلا عجوزَها يُكفكفُ حُمرَ الدمعِ، بلْ يصفِقُ اليدا

وأخرى بدارٍ للرعايةِ كُومتْ تُحدِرُ عن طرفٍ خفيٍ تَوقُدا

تلفَّعتْ الرزءَ الممضَ وحالُها على مثلهِ يبكي الوفيون أوحدا

وخيرُ شبابٍ حينَ أحنوا ظهورَهمْ حَزَانى لمنْ شدَّ الظهورَ وأسندا

وطفلٌ يتيمٌ نشفتْ كسوةٌ له دموعا، وبُلَّ الثوبُ مَنْ فيه عيّدا

قرأتُكَ في جمرِ القلوبِ تَشدُّها سجاياكَ حينَ النعش أذكى التحشُدا

إلى مَنْ هؤلاءِ الخلقِ!؟ فيما اكتظاظُهم!؟ وقد ضاعَ عرضُ الجمعِ في الطولِ مذ بدا

تلاطم تسبيحٌ بحشرٍ مهلِلٍ زرافاته في موفد ضكَّ موفدا

فآمنتُ أنْ القومَ أرخَّوا رؤوسَهم يؤدون عرفانَ الجميل لمن سَدَى

ولا زلتَ صوتَ الصدقِ في كلِّ مفزعٍ وهاهمْ بصدقٍ يَفزعونَ، فهم صدى

فكم يا تُرى أحييتَ نفساً كأنما نفوسُ جميعِ الناس أحييتَها هدى

ويا طالما قد ضمَهمْ قلبُك الذي أشاع طيوبَ الجود من مبخر الندى

ستبقى… نرى فيك البنينَ مُجَسَّداً وتبقى دعاءً، كم نرى فيكَ مسجدا

ومن حشَّدَ الناسَ / الجميعَ بقلبهِ فلا غروَ في مثواهُ أنْ تتحشدا

 

هذه قصيدة رثاية في الحاج المرحوم عبد الله المطرود وقد ألقيت في ليلة الجمعة

بتاريخ 22/6/1426هـ في حفل التأبين المنعقد في حسينية شاخور بسيهات.