Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

صانع السعادات

وهل تفخُر الأوطانُ إلا بهكذا

روائدَ من أمثالِها النخلُ والنحلُ

تربعتَ في عرشِ العطاءِ حكايةً

يغازلُها الإيثارُ يشتاقُها البذلُ

نقصُّك عبدَ اللهِ أسطورةَ الندى

سمَتْ في زمانٍ لا يُصدِّقُها عقلُ

لقد  كانَ يا ما كانَ خلقٌ من السما

تنزلّ في سيهات أنفاسُهُ نهلُ

يكادُ الذي يأتي بلادَك لا يطا

على بقعةٍ إلا عليها لك الفضلُ

سواءٌ كتبنا أو كتمنا فهذه

صنائعُك البيضاءُ منطقُها حفلُ

………….

بذرتَ لأنحاءِ البلادِ سعادةً

فمهما بدا طلعٌ فأنت لها حقلُ

أيا مشترٍ دارَ البقاءِ بفكرهِ

ويا مبصراً دنياه قلَّ لك المثلُ

نشرتَ دروساً بالفعالِ صريحةً

تقولُ لكلّ الناسِ أموالُكم رحلُ

وسابقتَ أهلَ المالِ حتى سبقتَهم

لتُحرِزَ ملكاً في الجنانِ به تعلو

ومازلتَ تِمثالاً تُناجيك بسمةٌ

أضاءت وجوهاً منك قرّبها وصلُ

وحبلَ مُغيثٍ كم تلقتهُ أسرةٌ

فلم تعرفِ الإقتارَ من عُرفَ الحبلُ

وخيمَة عزٍ في خباها تفتحت

حشودٌ من الأحلامِ كبّلَها قَفلُ

غدوتَ أباً إبناً أخاً صادقَ الوفا

بعينِ مُسنٍّ بات يهجرُه الأهلُ

(مساجدٌ) تُحيّيك في شتى البقاعِ

رقت من طَولِ مدّك لم تخلُ (مشافٍ)

نوادي (رعت للمُبدعين مواهباً)

روافدُ تزويجٍ يُغَاثُ بها شملُ

يزورُك محتاجٌ فتكفيهِ نُطقَهُ

ويسبقُه منك العطيةُ والفعلُ

ورُبّ سخيٍّ هَابَهُ قلُب سائلٍ

ورفدُك للراجين مأخذُه سهلُ

إذا عُقدُ الدنيا أحاطت بمُعسرٍ

وضاق بها يُرجى لها عندك الحَلُّ

صنعتَ نفوساً تبدعُ الخيرَ في الورى

لأغصانها ظلُّ يُمَدُ له ظلُّ

لقد ودّعتك الناسُ حشراً كأنها

بمنظرِها جيشٌ ينافسُه الرملُ

أطلَّتْ عليهم من حياتِك قِصّةٌ

تفاصيلُها الإحسانُ عُنوانُها الطَّوْلُ

سجِلٌ حوى الخيراتِ قد آن طيُّهُ

ترى مثلَه لم يأتِ بعدُ ولا قبلُ

لو أنَّ هنا للوقتِ في الناسِ آلةً

بها تُنسخُ الأرواحُ والجودُ والفضلُ

لكُنّا نسخنا منك للأرضِ عشرةً

وإنْ وُجِدتْ فالأصلُ يبقى هو الأصلُ

تفوّقَتَ بذلاً واستحى منك حاتمٌ

إذا قيلَ عبدُ اللَّهِ يُحْتَتَمُ القولُ

الشاعر : علي جعفر