Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

مرثية اليد البيضاء

عيسى العلي

١/٨/ ٢٠٠٥م – 11:17 م

إلى المرحوم الحاج عبد الله بن سلمان المطرود أبا عطوفا حانيا على الجميع، إليه

لما قدم من جليل عمل وعميم خير تشكره القلوب الواعية بمعاني الخير، نسأل الله

أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه الفسيح من جنته، ويلهم هذه الأسرة

المعطاء الكريمة الصبر والسلوان إنه سميع مجيب.. إنا لله وأنا إليه راجعون .

بكتك اليد البيضاء أنعِمْ بها يدَا وضجَّ لك الذِكرُ الجميلُ مُخلِدا

ستبقى …. وإنْ هالوا الترابَ فإنما على جسدٍ، لكنْ سجاياكَ والمدى

وتبقى على ثغرِ المعُوزِ مناحةً لها آهةٌ حرى لتذكي التنهدا

وتبقى، حكايا النخلِّ إنْ كظَهُ الظما تمدُّ له جَذراً من العطفِ موردا

وتزدادُ ملءَ الدهرِ ودَّاً ورونقاً فما طالَ منك الموتُ إلا تجدُدا

حضُورك في كل المساحات ناشرا شموسَك في دفءٍ ضياءً مُجسدا

فإنْ طُويتْ بالخيرِ صفحةُ نيِّرٍ فقد فُتحتْ للناس صفحتُك الندى

وحارَ بياضٌ ناصعٌ في سجلها بمليونِ فيضٍ غامرٍ يجري مرفدا

ولستَ فقيداً إنما فقدُ أمةٍ كأن البلادَ اليومَ مَنْ كانَ أُلحدا

أصيبتْ جفونُ «الخَطِ» حتى سوادِها فيا لقذاء العين إذ كنتَ أُثمِدا

ألا يا رفيعَ الذكرِ يا مَنْ تُحيطهُ بساطتُهُ عزَّاً فيزدادُ سؤددا

ستبكيك الآفُ المشاريعِ لوعةً وحسرتُها من دونِك اليومَ تُبتَدى

وتلك صروحُ الخيرِ حنتْ لمنْ بني… ثكولٌ لمنْ أرسى البناءَ وشيَّدا

ومأتمُ طفٍّ طالما كنتَ ركنه بما جُدت..، فهو الآن يرثيك مُنشيدا

توقفَ قلبُ النهرِ عنْ ضخِّ عذبهِ فشريانُ سيهاتٍ منْ الوقعِ فُصِّدا

وناحتْ مواويلُ الخليجِ كسيرةً فنورسُها المحبوبُ قد غادر المدى

وتاهت بثغر البحرِ بسمةُ موجةٍ وقد كُسِّحتْ، فالصمتُ كم أوحش الصدى