Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

هات المراثي

هاتِ المراثيَ من يراعك عَنْدما .. بحراً من الدمعاتِ فيضاً من دما

وانسج حبالَ الوصلِ، شِريانَ الهوى .. وانصبْ لنا نحو المراتب سُلماً

وابدأ رُقِيَّك للمعالي واصطبرْ .. أتراك تبلغ بالخطى أُفُق السما؟

فاصنع فديتُكَ من حروفكَ طاقةً .. ذريةٍ فعسى تُريكَ الأنجما

حيثُ استقر أبو اليتامى في العلى .. من كان “للخَطِّ” الجريحةِ بلسما

الجودُ لازم كفَّهُ البيضاءَ مذْ .. خُلقتْ وعاشَ بها سنينا مُغرما

متوسداً تلك الأناملَ مترفاً متنعماً بسخائه مترنما

واليوم فارقهُ الخليلُ مودعاً .. حتى غدا الجودُ المفوهُ أبكما

رجلٌ إذا ما ساقَ غيمَ سخائه .. غيثٌ تترَّلَ ساقياً ومسلّما

فلكم تشهمتْ أنهرٌ بركاتِهِ .. من وحيه البحرُ الكريمُ تعلما

رجلُ الشهامةِ عندَ كلِّ ملمّة .. تالله لو جفلتْ زلوفٌ أقدَما

رجلُ التواضعِ والتقى ما خلتُهُ .. إلا رؤوفاً طيباً متبسما

هذا هو “المطرودُ عبد الله” ما .. يزدادُ إلا رقةً وترحما

لا المالُ غيرهُ فأعرض مرة .. عن مُعْوِزٍ إن جاءه متكتما

سمةُ التودد للفقير تفاخرتْ .. بين الخصال فكم أغاث المعدما

ناهيكَ، إذْ كلُّ المساجد شُهّدٌ عن بذلِ ما في وسْعهِ ما أحجما

ربى الرجال الصالحين مخلدا .. ذكراً كأرج الورد فاح منمنما

قصيدة الشاعر سعيد معتوق الشبيب / أم الحمام