Skip to content Skip to footer

أولئك الذين لا يُسمعون: كيف منحهم الحاج عبد الله الصوت والمكان

لم يكن اهتمام جمعية سيهات بذوي الاحتياجات الخاصة عملاً عابرًا، ولا نشاطًا موسميًا يلمع ثم يخفت؛ بل كان امتدادًا طبيعيًا لروح المؤسس، الذي آمن بأن العطاء الحقيقي هو الذي يصل إلى أكثر الناس هشاشة، إلى الذين يختفون غالبًا خلف صمتهم، خلف نظرات تحتاج من يقرأها قبل أن يسمع صوتها.

فاحتضنت الجمعية هذه الفئة منذ بداياتها، وفتحت لهم بابًا ثابتًا في برامجها، ومنحتهم اسمًا في قوائمها، ومكانًا في قلب مشاريعها. وعندما شاركت الجمعية في مهرجان “لنشاركهم” للأشخاص ذوي الإعاقة في العوامية، لم تذهب بوصفها جهة مشاركة فقط؛ بل ذهبت كـ “بيت”. حمل مركز سعادة، ولجنة ذوي الإعاقة التابعة للجمعية، أركانًا للمنتجين من أبنائنا ذوي الإعاقة، وعرضوا أعمالهم بفخر كأنهم يعرضون قلوبهم، فامتلأت ساحات المهرجان بألوانهم، بضحكاتهم، وبثقةٍ كانت الجمعية شريكًا في بنائها.

ولأن المؤسس كان يرى أن الإنسان قيمة لا تتجزأ، حملت الجمعية في خطتها هدفًا صريحًا:

رعاية المعوقين وإعادة تأهيلهم

– لم تكن مجرد جملة في لائحة، بل وعد بأن هذه الفئة ستجد من يساندها، من يدعم خطواتها الأولى، ومن يؤمن أن الإعاقة ليست نهاية، بل بداية تختلف طريقها لكنها تصل.

جاء بعد ذلك إنشاء لجنة “هِمّة” لدعم الأشخاص ذوي الإعاقة، لتعمل بصمت ولكن بفعالية، تتابع الحالات، تُشرف على برامج التدريب، وترافق الأسر في مشوار التمكين.

وهكذا أصبح لذوي الإعاقة في سيهات نافذة مضيئة، تحمل بصمة مؤسس ودفء جمعية وجماعة لا تخشى مدّ يدها. بهذا الامتزاج بين العمل المؤسسي واللمسة الإنسانية، بين التنظيم والقلب، تحوّلت خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة في جمعية سيهات إلى صوت يتردّد في كل فعل خيري:

أن العطاء لا يكتمل إلا حين يشمل الجميع… الجميع بلا استثناء.